كلمات لم تستقبل من ظمن محبيه إلا بالقلوب الوالهة والمشتاقة، والدموع الساكبة، ننعى بها صاحب العصر والزمان (عج) على ساعٍ في حوائج الناس ورعايتهم، حتى يستغني الفقير، ويعلم الجاهل، ويهدى الضال إلى سبيل الرشاد، تلك الشجرة التي اخرجت اغصانها، فكان من يسعى بين يديه بالدعاء، ومن يمد بخط قلمه، ومن يذب عن آل البيت (ع) بقلبه ويده ورجله، وأنبتت ثمارها حتى انبتت أشجاراً تبعد عن اغصانها، ولا تلتقي بجذورها لقيا المادة لبعضها البعض، بل التقت روحاً وأثراً طيباً حتى وفاها الله سبحانه وتعالى وأراحها من سجن الدنيا، بعدما طلقها مراراً وتركها لأهلها ساعيا لله تعالى في خطوات طوافه حول محور التوحيد، حاملا بقلبه نور خيفة ونور رجاء، راجما للشيطان، حتى أزال عن قلبه كل جذر من جذور حطام الدنيا الزائلة، رزقنا الله عزّوجلّ أن نسعى سعيه وأن نكون غصناً نافعاً من أغصان شجرته.
"كأني كنت انعاك معزياً لابساً للسواد، وانت تمسك بفكي ولحيتي وتقبلني قبلة الوداع، عندما يكون حتى رحيلك يترك درساً في قلوبنا أن هذه الدنيا التي خلفتها وراء ظهرك لا قيمة لها، فإنّها لا تحتفظ بالمخلصين لله عزّوجلّ، تعلم أن الله تعالى قد أحاط عنياته بك من كلِّ جانب، فمن يخلص لله عزّوجلّ لا يتركه مستوحشاً في قبره، بل يجعل له نوراً يسليه حتى يلقى الباري جل وعلا".
إنا لله وإنا إليه راجعون
حفيدك/ محمد جواد عمار
3:25ص
18/اكتوبر/2018
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق